في جيل الحاضن الاجتماعي "الفيس بوك" و"التويتر"، والتسريحة المشوكة للشعر، والسروال الضيق، لعله يسمى سروال سليم، تقدم أحد الشباب لم يكمل بعد سن الرابعة والعشرين، إلى خطبة فتاة قال إنه معجب بها إلى حد الجنون، لعله الشيء الذي جعل والد الفتاة المرغوبة، يجالس الشاب كما يجالس الكبار.
فبعد الضيافة، المعتادة في مناسبة الخطبة بالمجتمع المغربي، التي تتخللها كؤوس شاي منعنع…
وبعد الأخذ والرد في موضوع الزواج…
سأل أب الفتاة الشاب عن عمله، فأجاب، إنه عين أستاذا في الفيزياء بالسلك الثاني في العام الفائت، فسأله عن المسكن، أجابه، بأن والده ميسور جدا حيث تملكه لشقتين مع غياب الإخوة مستثنيا أخ وأخت متزوجة مقيمة في الولايات المتحدة، سأله عن حال الأسرة والوالدين في إمكان رغبتهم بالفتاة التي سيتزوج، أجاب: أن والديه وعداه بأن الاختيار اختياره لأن الحب معاشرة دائمة لا داخل للوالدين فيها.
اشتد فرح الأسرة في تزويج ابنتها بشاب ميسور على غرار أبناء الجيل الذين يرزحون تحت التعطيل أو عدم وجود أي حرفة. وتبادلا الكلام مجددا بعد إعداد صينية أخرى للشاي المنعنع، وأقبلت الفتاة على الجلوس مع الشاب والتحاور معه أكثر، وقدمت أم الفتاة ثم أخواتها للتعرف على النسيب الجديد.
ففتحت الأسئلة مجددا، تتعلق بحياة الشاب عما إذا كان يدخن، فأجاب بلا، وقال له أب الفتاة، يا بني أنت تعلم بأن لكل إنسان عيوب، إما مزاجية أو نفسية أو أو أو، وأقدم على إعطاء مثال بنفسه، حيث قال له، إنه لا يحب من يتحدث معي أو يوقظه إذا ما كان نائما؟ ... ضحك الجميع، بينما خجل الشاب. فأجابه الحمد لله أني لا يوجد به أي مشكل، حيث لا أدخن، ولا أسكر، ولا أزني، غير أنه استثنى مشكلا قال إنه بسيطا سيحاول إزالته عما قريب.
سئل من قبل الجميع بصوت واحد، هلا خبرتنا به، فأجاب قائلا: المشكل هو أني أكذب كثيرا. وفي تلك اللحظة دخل الأخ الأكبر للفتاة إذ تطايرت عبر سمعه إجابة الشاب الذي يعرفه جيدا، فقال إنه لا يملك غير الكذب.
تعليقات:
